الصفحات

السبت، 11 فبراير 2012

ما الفلسفة

بتاريخ 9:41 م بواسطة talal


مالفلسفة ؟
             
            للناس اهتمامات متعددة: بعضهم يهتم بجمع الطوابع البريدية، و البعض الآخر يهتم بالأعمال اليدوية، هناك من يخصص كل وقته الحر لهذه الرياضة أو تلك، بينما يعكف بعض الناس على المطالعة، و إن كانت نوعيتها تختلف من شخص لأخر (قراءة الجرائد، القصص المصورة، الروايات...)

                وإذا كانت لدي ميول لجمع الأحجار النفيسة مثلا ، فلا يمكنني أن اطلب من الآخرين مشاركتي نفس الميول ، وإذا كنت شغوفا بمباريات كرة القدم ، فهذا لا يعطيني الحق في نقد الذين يعتبرون كرة القدم شيئا مزعجا . فهل هناك شيء بالطبيعة يمكن أن يهم جميع الناس بغض النظر عن هويتهم أو جنسهم ؟ نعم هناك أشياء يفترض أن ينشغل بها كل واحد منا.

               لو تساءلنا ما هو أهم شيءٍ في هده لحياة ؟ إذا وجهنا السؤال إلى شخصٍ لا يجد ما يسد به رمقه، سيكون الجواب هو الأكل. و بالنسبة لمن يشعر ببرد شديد سيكون هو الدفء،وبالنسبة لمن يعاني من الوحدة سيكون هو إيجاد رفاق أو أصدقاء...

               لكن خارج هذه الضرورات الأولية هل هناك شيء يكون الناس جميعاً بحاجةٍ إليه ؟ يجيب الفلاسفة نعم . يقرون بأن الناس لا يعيشون بالخبز فقط، صحيح أن كل الناس بحاجةٍ إلى التغذية إلى الحب والحنان، لكن هناك شيء أخر نحن بحاجةٍ إليه: معرفة من نحن ولماذا نعيش ؟

                الرغبة في معرفة لماذا يعيش الإنسان ليس اهتماما عرضياً مثلما هو الأمر بالنسبة لجمع الطوابع البريدية إن المهتم بهذا السؤال يلتقي مباشرةً مع اهتمامات الأجيال السابقة.

                 إن أفضل طريقة لدراسة الفلسفة ؟ هو طرح أسئلة فلسفية من قبيل: كيف وجد هذا العالم ؟ هل هناك إرادةٌ أو قوة وراء كل ما يحدث في هذا العالم ؟ هل هناك حياة  أخرى بعد الموت ؟

                إن الناس أولو اهتماما للإجابة عن هده التساؤلات ، ولا توجد على حد علمنا ثقافةٌ لم تنشغل بمثل هده الأسئلة .

                 اليوم يتعين على كل واحد منا أن يبحث عن أجوبته الخاصة عن هذه التساؤلات ، والتي لن نجدها في المعاجم والموسوعات ، لكن قراءة مساهمات الآخرين واجتهاداتهم يمكن أن تساعدنا على تكوين وجهة نظرنا الخاصة ...
Jostein GAARDER 



ولد سنة 1952   بأوسلو، بالنرويج. بعد تدريسه للفلسفة وتاريخ الأفكار ، ركز اهتمامه حالياً على المجال الأدبي كما أنشأ مؤسسة ًللدفاع عن  البيئة ويعرف في بلده نجاحاً منقطع النظير بعمله العميق والأصيل والمتمثل في كتابه عالم صوفيا .   « Le monde de Sophie »

ردود على "ما الفلسفة"

أترك تعليقا