الصفحات

الأربعاء، 15 فبراير 2012

البداهة L'évidence

بتاريخ 9:37 م بواسطة talal


البديهي هو ما لا يتوقف حصوله في الذهن على نظر 
وكسب، سواء احتاج إلى شيء آخر من حدس أو تجربة أو غير ذلك أو لم يحتج 
(تعريفات الجرجاني)؛ وهو بهذا المعنى مرادف للضروري. وقد يراد بالبديهي 
ما لا يحتاج العقل في التصديق به إلى شيء أصلا، فيكون أخصّ من الضروري 
لعدم شموله للتصوّر.
وتكون قضيّة ما بديهية إذا 
كان الإنسان الذي يستحضر معناها في ذهنه ويتساءل هل هي صادقة أم كاذبة 
لا يستطيع أن يشك البتة في صدقها. فالبديهي إذن هو الذي يفرض نفسه فرضا 
على العقل ولا يترك له أدنى مجال للشك.
وكان 
ديكارت قد بيّن أن البداهة معيار الحقيقة وأنّ المعاني لا تكون بديهية 
إلا إذا كانت واضحة متميّزة . ومع أنّ البداهة التي يتحدّث عنها ديكارت 
هي البداهة العقلية، لا البداهة الحسية، فإنّ شرط البداهة وحده لا يمكن 
أن يكون معيارا صادقا للحقيقة. وفعلا لا يكفي القول إنّ قضيّة ما 
بديهية إذا كان الشخص الذي يفكّر فيها لا يستطيع الشك في صدقها، إذ 
لعلّ امتناع الشك في صدقها إنّما تفسّره حالة هذا الشخص العقلية، 
كالجنون أو الهيام والإنفعال أو الحكم المسبق، الخ...

وإنّا نميز في العادة بين ما يبدو بديهيا لشخص ما وبين ما هو 
بديهي حقا وفي ذاته بالنسبة إلى كل العقول. وقد أشار كانط (Kant) 
ورينوفيي (Renouvier) إلى أنه توجد بداهة شخصية خدّاعة ومضللة. ألا نرى 
أن المعاني التي نجزم ببداهتها هي المعاني الموافقة لميولنا وآرائنا 
ومعتقداتنا ؟ ونحن نفهمها بسهولة ونمنحها قيمة موضوعية كاملة دون أن 
تكون مطابقة للحقيقة. إذن ليس كلّ ما توجبه بديهة الإنسان صادقا بل 
كثير منها كاذب، والصادق هو بديهة العقل المؤيّدة بالحسّ والتجربة 
والمُجمع عليها من قبل كل العقول.
وإذا كانت 
البداهة تعني أخيرا الإدراك المباشر للموضوع البديهي الذي يفرض نفسه 
فرضا على العقل بحيث لا يدع أيّ مجال للشك، فإنه ينبغي التمييز بين 
البداهة واليقين، إذ البداهة هي بداهة الموضوع المدرك، في حين أن 
اليقين هو الأثر الذي تخلفه هذه البداهة في النفس والشعور الباطني الذي 
تولده فيها.


houdagirl
Maintenant, madariste
Maintenant, madariste

Féminin
Nombre de messages202
Age19
Date d'inscription01/09/2007

http://www.houda-2.skyblog.com

ردود على "البداهة L'évidence"

أترك تعليقا